أولا: كيف أتحفز للدراسة؟
عليك أن تسأل نفسك ماذا تريد من الحياة بشكل عام؟ ماهي أهدافك التي ستساعدك مرحلة الثانوية على تحقيقها؟
إن كنت تطمح للفروع الجامعية ذات المعدلات العالية، فأنت تعرف ما تريد، ويجب عليك أن تعمل وتدرس على هذا الأساس.
إن كنت لا تطمح لفرع معين، ولا يهمك معدلك الأخير، فأنصحك برغم ذلك بأن تضع في بالك الهدف الأعلى، لكي يكون لديك حافزا مستمرا للدراسة، وإلا سوف تضيع الكثير من الوقت لتجد نفسك في مرحلة التحضير للامتحان، برصيد علمي قليل جدا وربما تمر بظروف لا تسمح لك بالدراسة المكثفة لتحصيل حتى حد النجاح، الذي كنت تظنه سهلا.
عندما تضع نصب عينيك أهدافا عالية، وتبذل في سبيلها مجهودا إضافيا، عندها إن استطعت الوصول لها فهو خير، وإن لم تستطع فهو خير كذلك، لأنك عملت ما بوسعك، الامتحان بذل جهد وتوفيق من الله، ولكن إن لم تبذل جهدك، لن تكون راضيا عن نفسك وستشعر بالندم وليس هنالك أسوأ من هذا الشعور أبدا..
ثانيا: كن منظما.
عليك أن تكون متوجها في دراستك ملما بجميع موادك، تخيل نفسك تحمل صندوقا كبيرا مكتوب عليه (ثالثة ثانوي)، أنت تعلم كل ما فيه، أنت من تملكه لا هو!
سأوضح ذلك أكثر، كنت طيلة سنواتي الجامعية أدرس بدون أي تنظيم أو تخطيط مسبق، كانت عملية تعلمي عشوائية، تمر أيامي هكذا، لم أكن أنحز الكثير خارج مجال دراستي بحجة صعوبة الفرع، وأنني لا أملك الوقت إلا للدراسة، فأشعر أنها تملكني ولا أملكها وأجد نفسي فجأة في فترة الامتحان، مع مئات الأوراق المكومة على الطاولة التي يجب عليَ دراستها وحسب!
في هذه السنة، أدركت أهمية تنظيم الوقت، وأنه بإمكاني عمل أشياء كثيرة بجانب الدراسة، على الرغم أن تجربتي لم تكن مثالية، كما أنني لم أحصد ثمارها بعد، ولكنها أفضل من العشوائية بكثير، لذا سأشارككم ما فعلته.
بداية لكي تكون منظما، عليك أن تجهز نفسك لكتابة الكثير من الأوراق وتعليقها على حائط غرفتك، ماهي هذه الأوراق؟
1- أحضر جميع موادك المطلوبة للدراسة، خصص لكل مادة ورقة خاصة بها، تحمل عنوانها الرئيسي، ثم عناوين الفقرات الفرعية جميعها، و عدد صفحات كل فقرة، هذه الأوراق الكثيرة المعلقة ستحفزك على الاستمرار بالدراسة، لأن الخطر موجود أمامك، عليك أن تواجهه، و لن يكون باستطاعتك تجاهل الموضوع، كيف ذلك و هي أمام عينيك طول الوقت!
2- لنفترض أمامك مدة 8 أشهر للتحضير للامتحان، عليك أن تحضر 8 أوراق من هذا الشكل ( أنصحك بطباعتها بشدة)، إنها تحمل أرقاما من 1 ل 30 كل رقم هو يوم، يفضل أن تكتب أيام الأسبوع بجانبها لتكون أكثر توجها ،كل ما عليك أن تقوم بملء هذه المربعات، كل مربع يمثل ساعة دراسة، لن تتصور كمية السعادة و الرضا عن نفسك، عندما تقوم بملء مربع واحد!
و هنا أنصحك ألا تدرس بدون مؤقت، قم بتعيير ساعة كاملة على جوالك، و أبقه بعيدا، أيضا لن تتصور كمية الإنجاز في هذه الساعة! لدرجة ستفاجئ أنك أنهيت مهمتك والمؤقت لم يرن بعد، هذه الساعة قد تعادل دراسة 3 ساعات بدون مؤقت، لأنها ساعة دراسة مركزة، بعيدا عن الملهيات، رن المؤقت الآن! قم بمليء مربع وخذ قسطا من الراحة لأنك تستحق ذلك.
( ساعة و دقيقة، الدقيقة لكي تتنفس الصعداء في البداية، و تسأل الله التوفيق دائما، و هنا أنصحك بالتقرب إلى الله،و مناجاته، هو يراك، يراك وانت تجاهد و تسعى لتحقيق حلمك، و لن يضيعك ربك أبدا)
3- عليك أن تحضر ورقة فيها تقويم للسنة كاملة، يفضل أن تكون مطبوعة ايضا لكي تستطيع التلوين عليها، كنت ألون كل يوم حسب عدد ساعات الدراسة في ذلك اليوم، الأحمر يعني ساعة واحدة( خطر)، البرتقالي ساعتين، الأخضر الفاتح 3 ساعات، الأخضر الغامق 4 ساعات،و هكذا، لك حرية اختيار الألوان، لا أنصحك بالبدء بالدراسة لساعات طويلة، كما هو مبين بالصورة، لقد درست ال525 ساعة على مدار 6 أشهر حتى تاريخ 20/9(لاحظ هناك 3 أشهر بلا ألوان فارغة من أي دراسة، و هي ما أندم عليه بصراحة الآن، و لكن لا وقت لدي للندم، سأعوض مافات ان شاء الله إذ أسعى للوصول إلى ال 1000 ساعة)، قد تظنه رقما كبيرا، و لكن حين نقسمه على عدد الأيام نجد أنه لا يتجاوز ال3 ساعات دراسة يوميا، و من هنا أنصحك باتباع المقولة( قليل دائم خير من كثير منقطع) ليس المهم كم تفعل أمرا ما، و إنما كم تجاهد نفسك على الاستمرار في فعله.
هل عدد الساعات مهم؟ نعم، لأنه سيحفزك عل الاستمرار في حال الإنتاج، و على تدارك ما فاتك بحال التقصير، كما أنه يجعلك تعرف عدد ساعات دراستك أين قضيتها بالتحديد، المادة التي درستها ل 40 ساعة مثلا طوال العام سيكون تحضيرك لها و ذخيرتك العلمية أكبر من المادة التي لم تدرسها سوى 20 ساعة( قم بكتابة عدد ساعات كل مادة على نفس الورقة التي تحمل معلوماتها( مجموعة الأوراق رقم 1 😅).
4- قائمة المهام: بصراحة لم أكن أضع مهام طوال هذه السنة، كنت أضع الكثير من البرامج و التي غالبا ما تفشل، ولكن كلمة (مهمة) يبدو لها تأثير أكبر على النفس، و حاليا لأول مرة ألتزم بشيء معين الحمد لله، حتى انني تأخرت في الإجابة على سؤالك، لأنني اقتصرت على كتابة مسودة للإجابة في اوقات فراغي (أعتذر)، صرت مسؤولة اكثر عن وقتي و متحمسة لإنهاء مهامي.
ثالثا: سامح نفسك كثيرا ..
لا بأس إن لم تصل لمستوى الدراسة المطلوب،لا بأس أن تمر أيام بلا دراسة، لقد دخل دماغك مرحلة العصيان المطلق! لم يعد قادرا على استقبال أي معلومة و لكن لا تجعل هذه الأيام تحزنك و تقودك إلى أيام أخرى مكررة و تدخل في حلقة مفرغة! قل لنفسك لا بأس لقد أخذت قسطا كافيا من الراحة، الآن يجب أن نعود إلى العمل( لا تقول لقد أذهبت بعملي الشنيع الكثير، أنا أكره نفسي على ما فعلته، سأعاقب نفسي، سأحزن و أنغلق أكثر–> ستدخل تلك الحلقة التي ستجعل خسارتك أضعافا).
رابعا: كن إيجابيا و انشر الإيجابية أيضا:
حاول ذلك قدر المستطاع، أعلم أنها أيام صعبة، و لكن تذكر أن الحياة بأكملها صعبة، و لن يأتيك شيء إلا إن سعيت له و أعطيته الكثير من وقتك، و لكن حاول بقدر المستطاع( لن أقول لك لا تتوتر أبدا) أن تخفف مشاعر التوتر لديك، بالنهاية هذا امتحان صعب نعم، و لكنه مجرد مرحلة في حياتك، و ليس نهاية الحياة، حاول أن تكون ايجابيا و ساعد من حولك، كنت ولا زلت أنشر الإيجابية بين زملائي، في الوقت الذي أكون أحتاج من يطبطب عليي حرفيا:’) و لكنني أستغل الأوقات التي أشعر فيها بالتفاؤل لكي أنقله لزملائي، أما أوقاتي الأسوأ ف كنت أعود لأقرأ ما كتبته لهم لكي أواسي نفسي أيضا!
أتمنى التوفيق للجميع، سأكون سعيدة إن استفاد ولو شخص واحد من هذه النصائح.
